تنتقد وكالة الأمن القومي الصينية الاتجاه المتزايد للمشاريع التي تجمع البيانات البيومترية الحساسة مثل مسح القزحية مقابل الأصول الرقمية.
ملخص
- أعربت وكالة الأمن القومي الصينية عن قلقها بشأن جمع البيانات البيومترية من خلال مشاريع مشابهة لعملة وورلدكوين.
- واجهت شركة Worldcoin، التي شارك في تأسيسها سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، تدقيقًا متكررًا بشأن طبيعة عملياتها.
- انخفضت قيمة رمز WLD بشكل كبير في العام الماضي وانخفضت بنسبة 90% تقريبًا عن أعلى مستوى لها على الإطلاق.
في استشارة عامة أصدرتها عبر حسابها الرسمي على تطبيق WeChat في 6 أغسطس، حذرت وزارة أمن الدولة الصينية من أن بيانات الوجه وبصمات الأصابع وقزحية العين يتم حصادها بشكل متزايد تحت ذرائع كاذبة، مع استخدام البعض لحوافز التشفير كطعم.
وفقًا لوزارة الأمن الداخلي، تُشكّل هذه الممارسات مخاطر وتهديدات جسيمة للخصوصية الشخصية والأمن القومي. ويشير التحذير إلى أمثلة سابقة جمعت فيها جهات أجنبية بيانات القزحية والوجه بذريعة التحقق من الهوية أو توزيع الرموز، ثم نقلت تلك البيانات لأغراض مجهولة.
وأكدت الوكالة أن هذا النوع من البيانات، في حال سوء التعامل معه، قد يستخدم لانتحال هويات الأفراد، أو التسلل إلى منشآت آمنة، أو دعم عمليات المراقبة والتجسس.
وفي حين لم تذكر الوكالة كيانًا محددًا، فإن الوصف يتطابق بشكل وثيق مع Worldcoin، المشروع المثير للجدل الذي واجه تدقيقًا متكررًا لنموذج مماثل.
ما هو Worldcoin ولماذا هو مثير للجدل؟
أُطلقت عملة وورلدكوين، التي أُعيدت تسميتها مؤخرًا إلى وورلد، في يوليو 2023 من قِبل شركة تولز فور هيومانيتي، وهي شركة تقنية شارك في تأسيسها الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، سام ألتمان. يهدف المشروع إلى بناء نظام هوية رقمية عالمي يُسمى "وورلد آي دي"، والذي يتطلب من المستخدمين التحقق من هويتهم عن طريق مسح قزحية العين باستخدام جهاز كروي فضي يُسمى أورب.
في المقابل، يتلقى المستخدمون الرمز المميز الأصلي المرتبط بالمشروع، WLD ( WLD ). وتقول شركة Worldcoin إن نظامها يساعد في التمييز بين البشر والذكاء الاصطناعي عبر الإنترنت ويوسع نطاق الوصول المالي، مع توفير طريقة آمنة ومجهولة للتحقق من الهوية.
في حين تروج شركة World لنفسها باعتبارها شركة تولي الخصوصية الأولوية، إلا أنها واجهت انتقادات في العديد من المناطق بشأن كيفية جمعها وتخزينها للبيانات البيومترية.
وورلدكوين ومخاوف خصوصية البيانات
منذ إطلاقه الرسمي، أثار تطبيق "وورلد" جدلاً عالميًا بسبب طبيعة عملياته. وكانت الحكومة الكينية أول من حظر المشروع في سبتمبر/أيلول 2023، بعد أشهر قليلة من إطلاقه، مُشيرةً إلى مخاوف بشأن كيفية جمعه لبيانات المواطنين واستخدامها.
بعد فترة وجيزة، أصدر مكتب مفوض خصوصية البيانات الشخصية في هونغ كونغحكمًا يفيد بأن وورلدكوين انتهكت قانون البيانات الشخصية في المدينة، مما يُشكل خطرًا على الخصوصية. كما أعربت مناطق أخرى، مثل فرنسا والبرتغال وإسبانيا والبرازيل وكوريا الجنوبية، عن مخاوف مماثلة، واضطر المشروع إلى الخروج من بعض هذه الأسواق تحت ضغط الجهات التنظيمية.
تدافع وورلدكوين عن عملياتها مدّعيةً أن البيانات البيومترية محمية بتقنيات تحافظ على الخصوصية، مثل إثباتات عدم المعرفة. في أكتوبر 2024، خضعت المنصة لإعادة تصميم ، وأطلقت شبكة جديدة من الطبقة الثانية، تُولي الأولوية للامتثال لقوانين حماية البيانات، على حد قولها.
ومع ذلك، لا تزال هناك تساؤلات حول عملية جمع البيانات البيومترية وإمكانية إساءة استخدامها أو توزيعها بشكل غير مصرح به.
في غضون ذلك، يشهد رمز WLD انخفاضًا. يُتداول عند 0.94 دولار أمريكي وقت النشر، وقد انخفض بنسبة تقارب 45% خلال العام الماضي، وبنسبة 90% عن أعلى مستوى له. ويُعزى هذا الانخفاض بشكل كبير إلى الضغوط التنظيمية السلبية، وفي حال ظهور مشاكل في الصين، فقد يواجه الرمز مزيدًا من الانخفاض.