أفادت التقارير أن وزير العدل السويدي أمر جهات إنفاذ القانون بتكثيف عمليات مصادرة أصول العملات المشفرة غير المبررة، حتى في غياب أدلة مباشرة على ارتكاب جريمة. ويستند هذا التوجيه إلى قانون مثير للجدل قد يُعيد تعريف مصادرة الأصول في العصر الرقمي.
في الرابع من يوليو، أفاد موقع Decrypt أن وزير العدل السويدي جونار سترومر أصدر دعوة رسمية إلى سلطات إنفاذ القانون والسلطات الضريبية وهيئة التنفيذ الوطنية لتكثيف مصادرة الأصول المشفرة المشتبه في ارتباطها بنشاط غير مشروع.
يستند هذا التوجيه إلى قانون صدر في نوفمبر الماضي، يمنح السلطات صلاحيات واسعة لمصادرة الأصول الرقمية، حتى في غياب دليل قاطع على السلوك الإجرامي، إذا لم يتمكن مالكوها من تفسير أصولهم بشكل كافٍ. منذ تطبيقه، استُخدم القانون بالفعل لمصادرة ممتلكات بقيمة 8.4 مليون دولار، مما يُمثل أحد أكثر المواقف الأوروبية صرامةً تجاه الثروات غير المبررة.
وبحسب التقرير، أكد سترومر على أهمية تحسين التنسيق بين الوكالات، خاصة عند التعامل مع الأصول ذات القيمة العالية مثل العملات المشفرة، مشيرًا إلى أنه "حان الوقت لزيادة الضغط".
لماذا تستهدف السويد العملات المشفرة بصلاحيات مصادرة صارمة؟
ويبدو أن جهود وزير العدل سترومر تنبع من القلق المتزايد بشأن دور الأصول الرقمية في اقتصاد الجريمة المنظمة في السويد.
كشف تقرير صادر عن هيئة الشرطة ووحدة الاستخبارات المالية السويدية في سبتمبر/أيلول 2024 أن بعض منصات تداول العملات المشفرة تعمل فعليًا كخدمات لغسل الأموال، مما يُسهّل تدفق أموال المخدرات وعائدات الاحتيال وغيرها من الإيرادات الإجرامية. وحثّ التقرير صراحةً جهات إنفاذ القانون على "تكثيف حضورها" على منصات تداول العملات المشفرة للمساعدة في كشف هذه العمليات وتفكيكها.
وفي الوقت نفسه، تشير الأرقام الأخيرة الصادرة عن معهد بلومزبري للاستخبارات والأمن إلى أن نحو 62 ألف فرد كانوا متورطين في شبكات إجرامية في السويد أو مرتبطين بها اعتباراً من عام 2024.
في حين لا تزال البيانات المتعلقة بالجرائم المرتبطة بالعملات المشفرة شحيحة، تُشير السلطات إلى أن إخفاء الهوية وقدرات الأصول الرقمية العابرة للحدود تُعدّان من العوامل الرئيسية التي تُمكّن الجريمة المنظمة. ومن المرجح أن هذه المخاوف غذّت حجة سترومر بضرورة تطوير قوانين مصادرة الأصول في السويد لتواكب واقع الجريمة المالية في العصر الرقمي.
من أبرز المؤيدين لحملة سترومر الصارمة، النائب الديمقراطي السويدي دينيس ديوكاريف، وهو من أبرز المدافعين عن إنشاء احتياطي وطني من البيتكوين. ويجادل ديوكاريف بضرورة تحويل العملات المشفرة المصادرة، وخاصةً بيتكوين ( BTC )، إلى البنك المركزي السويدي، ريكسبنك، لبناء احتياطي استراتيجي.
وقال ديوكاريف في التقرير: "يجب إعادة استخدام العملات المشفرة المصادرة من المجرمين لتعزيز الوضع المالي للسويد"، ووصف هذه الخطوة بأنها وسيلة لتحويل مكافحة الجريمة إلى أصل اقتصادي طويل الأجل.
مع ذلك، أثار صمت الحكومة بشأن مصير العملات المشفرة المصادرة تساؤلات. وحين طُلب منه توضيح ما إذا كانت الأصول المصادرة ستُصفى، أو تُحفظ، أو تُوجَّه إلى احتياطي وطني، رفض مكتب سترومر توضيح ذلك.